عون في عيد الاستقلال من الجنوب: جاهزون للتفاوض ونسعى للسلام

أبدى رئيس الجمهورية، جوزاف عون، اليوم، استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل «برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة»، مشدداً على ضرورة انسحابها من جنوب البلاد ووقف الاعتداءات واستعادة الأسرى.
أبدى رئيس الجمهورية، جوزاف عون، استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل «برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة»، مشدداً على ضرورة انسحابها من جنوب البلاد ووقف الاعتداءات واستعادة الأسرى.
وأكّد في كلمة ألقاها من الجنوب اللبناني بمناسبة عيد الاستقلال، «جهوزية الجيش اللبناني لتسلّم النقاط المحتلة، واستعداد الدولة لأن تتقدّم من اللجنة الخماسية فوراً، بجدول زمني واضح محدد للتسلم»، إضافةً إلى «استعداد القوى المسلحة اللبنانية لتسلّم النقاط فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط، وتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية».
كما أبدى عون جهوزية «الدولة اللبنانية للتفاوض، برعاية أممية أو أميركية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للاعتداءات عبر الحدود»، على أن تتولى الدول «الشقيقة والصديقة للبنان رعاية هذا المسار، عبر تحديد مواعيد واضحة ومؤكدة، لآلية دولية لدعم الجيش اللبناني، كما للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. بما يضمن ويسرّع تحقيق الهدف الوطني النهائي والثابت، بحصر كل سلاح خارج الدولة، وعلى كامل أراضيها”، ووضع هذه المبادرة برسم كل العالم، وكل صديق وحريص وصادق في مساعدة لبنان، وفي استتباب الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة”.
مسار الشأن اللبناني نسيّره وحدنا
وفي هذا السياق، تطرّق عون إلى زيارة البابا لاوون الرابع عشر المقرّرة إلى لبنان تحت عنوان «طوبى لفاعلي السلام»، مبيناً أنه تم اختيار هذا العنوان «لأننا شعب يؤمن بالسلام ويسعى إليه، ولأن منطقتنا تتجه نحو مرحلة من الاستقرار يتوجب علينا أن نستعد لها جيداً».
وأضاف أن المنطقة تتجه «نحو إعادة إحياء سلام قائم على الحقوق والعدالة، سلام فلسطين وشعب فلسطين»، مبدياً استعداد لبنان «للشراكة فيه بكلية وفاعلية، إن عبر توسعة نطاق اتفاقيات سابقة، أو عبر أخرى جديدة، كي لا نصير على قارعة الشرق، وكي لا يتحول بلدنا عملة تفاوض، أو بدل تعويض في خارطة المنطقة الجديدة».
وتابع «نعم، نحن حاضرون وجاهزون بلا أي عقد، وفق قاعدة واضحة: فمسار الشأن اللبناني، من بيروت حتى حدودنا الدولية، نسيّره وحدنا بقرارنا الذاتي المستقل، وبدافع مصلحة لبنان ومصالح شعبه العليا دون سواها»، مبيناً أن «هذا يعني انسحاباً إسرائيلياً من كل متر مربع من أرضنا، وعودة لأسرانا، وترتيبات حدودية نهائية، تؤمّن استقراراً ثابتاً ونهائياً”.
أمّا «أي خطوة أبعد من الحدود، فنسير بالتنسيق والتلازم مع الموقف العربي الجامع»، مشيراً إلى «القمة الأخيرة في واشنطن بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان»، التي يرى فيها «مؤشرات مشجعة جداً لانطلاق مساره. هذا المسار الذي لن يتخلّف عنه لبنان خطوة واحدة».
العلاقات مع سوريا تطور في الاتجاه الصحيح
وفي سياق آخر، قال عون: «نقف هنا على أرض الجنوب، لنقول لمن يرفض الاعتراف بما حصل، بأن الزمن تغيّر، وأن الظروف تبدلت، وأن لبنان تعب من اللادولة، وأن اللبنانيين كفروا بمشاريع الدويلات، وأن العالم كاد يتعب منا، ولم نعد قادرين على الحياة في ظل انعدام الدولة».
وشدّد، في المقابل، على أنه «ليس صحيحاً ولا مقبولاً أن نتصرف وكأن جماعة لبنانية زالت أو اختفت أو هُزمت»، مؤكداً أن «هؤلاء لبنانيون، هم أهلنا أبناء الأرض، هم باقون معنا ونحن باقون معهم، لا نقبل لهم سوى ذلك، ولا هم يقبلون. هؤلاء ضحوا وبذلوا وأعطوا دماً وشهادات».
وأضاف الرئيس عون أنه: «لأننا نقف في هذا الموقع والموقف الوطنيين بامتياز، تطالنا السهام من الطرفين، ونلاقي عدم الفهم والتفهم والتفاهم، من البعضين، بمعزل عن النسب والأسباب»، مشيراً إلى أن «اتفاق غزة وإقراره في مجلس الأمن»، و«تطوّر العلاقات مع سوريا الجديدة في الاتجاه الصحيح”.
وتابع: «ها هي قوانا المسلحة، التي يوليني الدستور شرف قيادتها العليا، تقوم بمهامها الوطنية في كل لبنان، وخصوصاً في الجنوب (…) رغم كل التطاول ورغم بعض الغيوم العابرة»، مستذكراً «الشهداء الأبرار»، الذين «زرعوا في هذه الأرض لتطبيق اتفاق وقف الاعتداءات المذكور».
إلى ذلك، استشهد عون أيضاً بتعافي اقتصادنا «بدليل الأرقام لا الأوهام، وذلك برعاية حكيمة رشيدة من الجهات الحكومية المختصة، ومن حاكمية مصرف لبنان بالذات»، معتبراً أن ذلك «يجعلها هي أيضاً في مرمى تجنّي من لا يريد دولة في لبنان».



